الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

الباحث العربي

النص الرقمي الإبداعي على الشبكة العنكبوتية

الباحث العربي بتاريخ عدد التعليقات : 0

بقلم: سارة بنزكرية
إن تحديث النص الأدبي يتم باستيعاب تيارات العصر ومواكبة تحولاته مع الحفاظ على الهوية الحضارية العربية، والقيم الروحية والفكرية للأمة، ومراعاة الخصوصيات الثقافية باعتبارها من إبداع الشعب العربي، وعليه فالنص الأدبي حاول – في عصرنا الراهن- أن يحقق هويته العربية وخصوصيته الحضارية، وقدرته في التأثير على الآخر وذلك من خلال استقلاليته بخصائصه المعرفية من جهة المنظور العربي للحياة والانفتاح على العالم وفق أسس فنية وإبداعية تضمن له سلامة ذلك الانفتاح الذي لا يفقده خصوصيته ومهما يكن، فالنص الجديد الذي خرج من الطور الورقي التقليدي إلى الطور الإلكتروني الجديد يمثل تجربة إبداعية جديدة تطيح بالأسس التي تستند إليها قوة سلطة النص القديم، فهو يوظف آليات التكيف والإرصاد المرآتي لحركة الحياة المعاصرة التي تستدعي الدخول العصر الإلكتروني الذي فتح المجال واسعا لتسويق "ثقافة العولمة" بما تحمله من معرفة وقيم وتكوين اتجاهات وأذواق استهلاكية.

الثورة الرقمية وتحولات القراءة والكتابة:

نبذة عن تاريخ الحوامل.

كان لاكتشاف الكتابة (حوالي 4000 سنة ق.م) تأثير حاسم في تطور الجنس البشري، وعليه فالتدوين أتاح حفظ سائر المعارف والتنظيمات المكونة للثقافة بمعناها الشامل ونقلها من جيل لآخر داخل المجموعة البشرية الواحدة كما بين مجموعة وأخرى، ما أدى إلى ظهور الحضارات المتتالية التي عرفها التاريخ البشري، فماضي الإنسان يرتد إلى ملايين السنين، بيد ان ما نعرفه عنه فعلا لا يتجاوز ما تنطق به وثائق يعود أقدمها إلى حوالي 4000 سنة ق. م لا غير.
تحتاج الكتابة بما هي تحويل للكلام الملفوظ أو الذهني إلى رموز مرئية، إلى حامل أو سند، أي إلى جسم مادي يثبت فيه الكلام بما يجعله قابلا لإعادة القراءة عمليا بشكل لا نهائي ما لم يتعرض السند للإتلاف ويتلاشى النص المكتوب[1].
ويمكن القول أن الكتابة الأدبية عرفت على امتداد تاريخها أربع مراحل، وهي مراحل لتسجيل الذاكرة والإبداع، حيث يمكن التمييز بين: مرحلة ما قبل الدفتر (الكوديس)، الدفتر، المطبعة، ثم الرقمية. فالمحطة الأولى وهي حقبة ما قبل الكوديس، والتي تمتد من تاريخ اختراع الكتابة (الألفية الرابعة قبل الميلاد) [2] إلى القرن الثاني قبل الميلاد، فيها اتخذت مواد عديدة أسندة للكتابة (حجر، شمع، أوراق أشجار، طين، عظام، حجر).
وباكتشاف السومريين للكتابة المسمارية والألواح الطينية حققت البشرية آنذاك قفزة عملاقة إلى الأمام، وبالنظر إلى صغر حجم اللوح الطيني، وإمكان الكتابة على وجهي اللوح، وحمل أعداد كبيرة منه والتنقل بها. ولكن قبل ظهور الكتابة، سادت أزمنة المشافهة البدئية، حيث كانت الأهمية تولى لحفظ النص في الذاكرة أكثر مما تمنح لمعرفة مؤلفه، وكان موت الشخص الهرم في قبيلة ما يعادل احتراق مكتبة بأكملها.[3]
وشكل ورق البردي أهم حامل في تلك الفترة، منذ استعماله من الألفية الثالثة ق. م إلى القرن الأول الميلادي، وعرف انتشارا واسعا في العالم المعروف آنذاك (بيزنطة، روما) عبر استيراده من مصر.
ومن المواد المستعملة في تلك الفترة الرقعة التي كانت تصنع من جلود الحيوانات، ويتراوح طول الواحدة منها بين 30 و 40 مترا، تعبأ بالكتابة كاملة، دون أن يتخلل النص علامات ترقيم أو فقرات. وحيث كانت الورقة تطوى على شكل رولو، فإن القراءة كانت تتطلب من القارئ تعبئة جسده أثناء القراءة، ما جعل من المتعذر الجمع بين الكتابة والقراءة ولف الرولو وفتحه في آن واحد.
والحق كل الحق أن الفضل فيما نعرفه اليوم من ثقافات تلك الشعوب والحضارات يعود إلى كتابة الحوامل.
أما المحطة الثانية وهي حقبة الكوديكس (أو الدفتر)، وهي الثورة الأولى للكتابة، ففي القرن الثاني ق.م تم ابتكار تقنية تتمثل في تقطيع جلد الحيوانات إلى أشكال مستطيلة، يضم بعضها إلى بعض، وتخاط من أحد الجوانب بما يعطيها عمليا شكل الكتاب الذي نعرفه اليوم. ومن مميزات الدفتر أنه يستوعب خصوصا أكثر من 150 ورقة، في بداية ظهوره، أي 300 صفحة[4] ويشغل حيزا مكانيا أصغر. يمثل هذا الاكتشاف أول تحول جذري في تارخ الكتابة، وتم لحاجة الديانة المسيحية إلى حامل عملي لنشر النص الديني الجديد، وكف المصريين عن تصدير ورق البردي، لتأمين حاجياتهم منها لبناء مكتبة الإسكندرية[5] علما أن اختفاء ورق البردي، باعتباره حاملا للكتابة لم يتبع مباشرة ابتكار الدفتر. فما تم العثور عليه من وثائق مكتوبة في الحاملين ظل متساويا إلى حدود ق الخامس قبل الميلاد ليبدأ الدفتر في التقدم والبردي في التراجع حتى اختفاءه النهائي في القرن السادس الميلادي بفعل هيمنة ثقافة المخطوط بخطوطها ومهنها وتقاليدها[6]، وانتشار صناعة الورق في العالم أجمع بعد أن اكتشفه الصينيون في القرن الثاني الميلادي.
ومع الكودكس "صار الكتاب هو حامل المعرفة. الكتاب الفريد القابل للشرح والتأويل إلى ما لا نهاية، المتعالي، المشتمل على كل شيء: "الإنجيل، القرآن، النصوص المقدسة، الكلاسيكيات، كونفوشيوس، أرسطو... هنا الشارح هو مالك المعرفة والمتحكم فيها"[7] بدل ذاكرة الأحياء، كما كان الأمر في حقبة المشافهة، ودشن الدفتر ما يسميه البعض بحضارة الكتاب التي نحن بصدد مغادرتها.
أما المحطة الثالثة والتي تعتبر الثورة الثانية للكتابة، فهي تتميز باختراع المطبعة في القرن XV ثاني أكبر حدث في تاريخ الكتابة والقراءة للتغيرات العميقة التي تربت عن هذا الابتكار  طيلة القرون الخمسة الماضية. ومع أن ابتكار المطبعة يعود إلى القرنXV فإنه لزم انتظار قرنين كي يختفي المخطوط نهائيا في القرن XVII بل إن المطبعة في بدايتها حافظت على جزء من مهنة الوراقة عبر ترك هامش لتدخل الوراقين في الكتاب المطبوع قصد إنهائه بتدخلات يدوية تشمل تلوين أحرف بداية الفقرات ورسم الصور ووضع علامات الترقيم والعناوين، إلخ[8].
وفي ظل الاختراع الجيد نشأت أنواع خطابية جديدة (قصة، رواية)، ومنشورات جديدة (صحف، مجلات، دوريات)، وظهر المؤلف بمفهومه الحديث والملكية الفكرية. ومع المطبعة أيضا، لم يعد الكتاب هو حامل المعرفة، بل المكتبة، وعوضت شخصية العالم والموسوعي شخصية الشارح والمؤول.[9].
أما المحطة الرابعة في مسار الحوامل فهي الرقمية، وتعتبر الثورة الثالثة للكتابة، وتتميز الرقمية عن سائر أنواع النصوص (خط، صورة، صوت)، عبر ما يسمى بالنظام الثنائي 0 و1 بحيث تصير سلسلة من هذين العددين واحدة الكمبيوتر قادر على إعادتها إلى شكلها الأصلي.
من ميزات هذه التقنية أنها تتيح تخزين كم هائل من النصوص في حيز مكاني صغير جدا (قرص صلب، قرص مدمج)، ما يتيح سحب النص من سنده المادي ويحوله إلى شيء مجرد immatériel، ويسمح بالاستنساخ اللانهائي لأي ملف بشكل يختفي فيه الاختلاف بين الأصل والنسخة. وحيث كلفة العملية تنخفض عن النشر الورقي بما لا مجال للمقارنة بين الحاملين، فقد بدأ الحديث يتردد عن الخروج عن عصر جتنبرغ[10] والنهاية الوشيكة للنشر الورقي[11].

تاريخ الثورة الرقمية.

للثورة الرقمية تاريخها الذي انطلق مع اكتشاف التلغراف والمذياع والتلفاز والأقمار الاصطناعية، وبذلك فهي تتجاوز الارتباط بجهاز الحاسوب على نحو ما هو شائع، إذ لا يشكل ظهور الكمبيوتر سوى المرحلة الحديثة من هذه الثورة الرقمية التي نعيش اليوم ثالث محطة فيها[12].
ويعتبر الحاسوب العمود الفقري للثورة الرقمية التي نعيش اليوم ثالث محطة فيتاريخها: ففي خمسينيات القرن الماضي ظهر الجيل الأول من الحواسيب التي كانت عالية الكلفة، كبيرة الحجم بحيث كان يشغل الواحد منها بناية كاملة، ومن ثمة قلة أعداد تصنيعها واقتصار استعمالها على أغراض صناعية. وفي نهاية ذلك العقد نفسه جرى أول لقاء بين الأدب والحاسوب، إذ تم إنتاج أول نصوص شعرية بمساعدة الكمبيوتر، في نهاية 1959، وذلك بالتزامن في فرنسا وألمانيا وأمريكا[13]. علما بأن توظيف الحاسوب في إنجاز دراسات نصية كان قد بدأ قبل ذلك بعشر سنوات[14]، وأخيرا في مستهل سبعينيات القرن نفسه بدأ انتشار الحواسيب الشخصية بحكم التطور المذهل التي تعرفه صناعة التكنولوجيا المعلوماتية؛ ما تمر على جهاز الحاسوب الأكثر تطورا مدة 18 شهر حتى يظهر حاسوب جديد يضاعف الأول كفاءة مرتين ويصغره حجما بمرتين (قانون مور). وفي تلك الفترة بدأت أول عملية نقل للأعمال الأدبية من الرفوف الواقعية إلى الرفوف الافتراضية، وذلك مع جتنبرغ الذي أطلقه يوم 4 يوليوز 1971 ميكائيل هارت[15]. في مستهل تسعينيات القرن الماضي تم إطلاق شبكة الإنترنيت، ما أدى إلى ظهور الشبكات والعالم الافتراضي وسائر التحولات التي تغير وجه العالم تحت أعيننا اليوم. وترى د. إيمان يونس أن أول لقاء بين الثقافة العربية والحاسوب كان قد تم منذ مستهل تسعينيات القرن الماضي عبر الدراسة المفهومية للقرآن التي أجراها غارينيه[16] عام 1963.

العولمة وشبكة الإنترنيت.

لم تعرف الساحة الثقافية في بعض البلدان العربية انفجارا "إنترنتيا" في المعنى الذي اكتسح العالم بأكمله وتحول فجأة ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة شأنه شأن التلفزيون والراديو وأكثر[17] جاء الإنترنيت بطيئا وكأنه يزحف في البداية، تهيب منه الجميع وحذر منه البعض كصيغة من صيغ الغزو الثقافي[18]، مثلما كان الشكل مع الهوائيات المقعرة، ولكن في فترة قصيرة جدا صار المجال أكثر حيوية ونشاطا في أواسط شرائح كبيرة من المجتمع، خصوصا الشباب الذين تعاطوا معه في شكل طبيعي كواحد من إفرازات مرحلة العولمة الجديدة التي تقرب المسافات وتوسع من مجالات الحرية في التعبير والتأمل.
والعولمة مصطلح حديث مترجم عن الملكة الإنجليزية (Global) ومعناها: عالمي أو دولي، وغالبا ما تذكر مرتبطة بمصطلح القرية (Global Village) بمعنى القرية الكونية أو العالمية، ويدور مفهوم العولمة حول الوجود العالمي أو الانتشار الكوني، وغالبا ما استخدم في السياسة والاقتصاد بمعنى النفوذ السياسي العالمي والمؤسسات الاقتصادية الدولية (الأخطبوطية) المتواجدة في أنحاء كثير من العالم ولها تأثير قوي ونافذ سواء في الشأن الاقتصادي أو السياسي المحلي (أي في البلدان المتواجدة فيها)، ثم تطور في جانب جديد وهو العولمة الإعلامية عن طريق إنشاء مؤسسات إعلامية دولية ضخمة لها قاعدة أساسية في بلد وتنطلق منه إلى كثير من البلدان، ولها أثر فاعل في الإعلام المحلي لتلك البلدان، ومنه نجد مصطلح العولمة الثقافية (Global culture) وتعني الانتشار الثقافي الفكري لجهات قومية ومؤسسات دولية أغلبها أمريكية، وأصبح لها أثر ملموس في الجانب الثقافي لدى الكثير من المجتمعات حول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب§.
ومن دون مبالغة يمكننا القول: إن أهم المكتسبات التي حققتها العولمة لشعوب العالم وأعظمها هي تلك التي تكونت على الصعيد الإعلامي؛ حيث إن ظهور شبكة الإنترنيت الرهيبة مثل انقلابا كبيرا في معنى التواصل الإنساني ومعنى الحوار، ومعنى الرسالة الإعلامية العالمية، كما أن ظهور البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني أتاح فرصا مدهشة للتواصل الإعلامي الفعال مع كل إنسان في العالم، وبشكل لم يتصوره الناس من قبل.
وإذا كان عصر العولمة قد تميز بشيوع استعمال الأقمار الاصطناعية والانفجار المعرفي وثورة المعلومات والاتصالات وبدء بتقليص مسافات بين مناطق العالم، وانتهاء باستخدام تقنية الإنترنيت وشيوع القنوات والمحطات الفضائية- وهذه بلا شك مظاهر إيجابية- فإن هذا العصر تميز أيضا بسيطرة قطب سياسي واحد على العالم وهو القطب الأمريكي[19]، لذلك أثارت ظاهرة العولمة ردود فعل مختلفة بين مندفع باتجاهها ومعارض لها، أو بين موافق بعض طروحاتها ومعارض لأخرى أو موافق لبعض ومعدلا في طروحاتها الأخرى، ومنها نشأة حوارات ساخنة بيت باحثين ومفكرين في تخصصات شتى، كل يناقش هذه الظاهرة من زوايا مختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، وحتى أدبية.
ومن المؤكد أن ظهور العولمة لا يعود بالضبط إلى سقوط جدار برلين، وبداية ما يسمى بالنظام العالمي  الجديد, بل إنها تعود إلى مرحلة أ أبعد قد تصل إلى قرون خلت[20] غير أن الشكل الذي ظهرت به العولمة في العقد الأخير, وإيقاعها السريع في الانتشار, وفي غزوق كل الآفاق, بفضل اعتمادها على تقنيات اتصالية جد متطورة, يعبر عن تحول نوعي في نظامها واستراتيجيتها, ونظرا لأن هذا العالم كشروع تاريخي هو عملية لم تنته بعد[21], فإنه يصعب الإلمام حاليا بكل خباياه, أو فهم القوانين المتحكمة فيه بدقة, لذلك فإنه من الغير الممكن حاليا تقديم إطار مفهومي شامل موحد ومحدد للعولمة لان صياغة تعريف دقيق لها تبدو مسالة شاقة نظرا لتعدد تعريفاتها والتي تتأثر أساسا بانحيازات  الباحثين واتجاهاتهم إزاء هذه الظاهرة رفضا وقبولا[22], ودون تناول أصلها ومعناها الاصطلاحي, فإننا سنعرض أهم تعريفات الباحثين والمفكرين العرب.
يرى الدكتور سيار الجميل أن العولمة نظام عالمي جديد له أدواته ووسائله وعناصره وميكانيزماته, ومنجزاتها حصيلة تاريخية لعصر تنوعت فيه تلك التطورات[23].
ويؤكد الدكتور علي حرب أن العولمة ليست بشيطا يمكن تعيينه ووصفه بدقة بقدر ماهي جملة عمليات تاريخية متداخلة تتجسد في تحريك ةالمعلومات والأفكار والأموال بصورة لا سابق لها من السهولة والأنية والشمولة والديمومة, إنها قفزة حضارية تتمثل في تعميم التبادلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على نحو يجعل العالم نحو يجعل العالم واحد أكثر من أي وقت مضى من حيث كونه سوقا للتبادل أو مجالا للتداول والتواصل[24]. ولا شك في أن الكومبيوتر والأنترنيت كوسيط تقني قد ساهم في نقل الأدب الإلكتروني  التفاعلي إلى ما مستوى يستحق معه أن يستقل كفرع من فروع الإيداع وأن تنشأ له دراسات مستقلة ووجهات نظر نقدية, لأنه قد فتح للمتلقي المجال على اتساعه لترجمة تفاعلاته معه واتجاه النص إلى إضافات او تحولات عملية تسهم في توليد نص جديد، فهل مستعملو الأنترنت الآن يشكلون مجتمعا ثقافي متميز عن ثقافتهم الأصلية؟ فإذا كانت الإجابة بالإيجاب، فما السمات الرئيسية لثقافة مجتمع شبكة الإنترنت؟ ولعل الإجابة تكون أكثر يسرا لو نظرنا إلى الإنترنت على أنها بنية فوقية مجتمعية، متحررة من قيود الطبيعة البشرية، غير أنه يجب ألا تسعى أن أعضاء مجتمع الإنترنت هم في الوقت نفسه أعضاء في مجتمعاتهم التقليدية التي تدعمهم، وعلى ذلك ثقافة الإنترنت  تعد امتدادا طبيعيا للعناصر السائدة في الثقافات الأخرى، فمعظم ثقافة الإنترنت مأخوذة من هذه الثقافات السائدة، وعليه يعود المؤلف ليؤكد أنه لا يجب النظر إلى الشبكة كمجتمع مستقل، بل كبنية فوقية مجتمعية، متحررة من قيود الطبيعة البشرية[25].
من ها هنا أصبحت شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة وسيلة ميسرة لتبادل الأفكار والمعلومات والمشاعر والأحاسيس، وآلية من آليات التواصل والتفاعل بين الناس، وقد ساهمت في تحويل العالم إلى قرية صغيرة أساسها التعارف بين الأنا والآخر، والاستفادة من كل ما هو موجود في الساحة العالمية، والاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب[26]

الإنترنت والنص الأدبي

يرتبط موضوع المعلوماتية بالنص الأدبي من موضعين هما: فلسفة الاتصال، وفلسفة المعلوميات[27]، ذلك لأنَّ المعلوماتية هي نتيجة لتطور أدواتالاتصال حيث أصبح متاحا كم ضخم من المعلومات لم يكن متاحا من قبل، كذلك غيّرتتكنولوجيا الاتصال من طبيعة النص الأدبي الذي كان يعتمد على السطر البصري حيثالقارئ يقوم بقراءته إلى النص المتعدد الوسائط (hypertexte)  والذي تصاحبه الموسيقيواللوحات الفنية في حزمة واحدة، ويخاطب العين والأذن، وتشترك اليد في تحريك النصعلى الشاشة[28]، وقد أدى هذا لتوَّلد ظواهر جديدة لم تكن موجودة من قبل غيَّرت من طبيعةالإنتاج الأدبي، وغيَّرت أيضا من طبيعة التلقي[29]، وقبل أن نباشر في تبيين العلاقة القائمة بين الإنترنت والنص الأدبي، وجب علينا التعريف بالنص، فالنَّصُّ في اللغة العربية يدور على عدة معانٍ هي الرفع، والإظهار، وجعل بعض الشيء فوق بعضه،وبلوغ الشيء أقصاه ومنتهاه، والتحريك، والتعيين على شيء ما، والتوقيف،يقول ابن منظور: "رفْعُك الشيء، يقال: نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصّاً: رفَعَه، وكل ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ، وقال عمرو بن دينار: ما رأَيت رجلاً أَنَصَّ للحديث من الزُّهْري أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ، يقال: نَصَّ الحديث إِلى فلان أَي رفَعَه، وكذلك نصَصْتُه إِليه، ونَصَّت الظبيةُ جِيدَها: رفَعَتْه، والنَّصُّ والنَّصِيصُ: السير الشديد والحثُّ، ولهذا قيل: نَصَصْت الشيء رفعته، وأَصل النَّصّ أَقصى الشيء وغايتُه،، والنَّصُّ التوْقِيفُ، والنصُّ التعيين على شيءٍ ما، ونصُّ الأَمرِ شدتُه"[30]، أما المعنى الشائع بين متكلمي اللغة العربيةالمعاصرة فهو: " صيغة الكلام الأصلية التي وردت من المؤلف"[31]، أو القائل.
ومن أبرز تعريفات النص في العربية المعاصرة محاولة طه عبد الرحمن على أساس منطقي بأنَّه: "كل بناء يتركب من عدد من الجمل السليمة مرتبطة فيما بينها بعدد من العلاقات"[32]
أمَّا التعريفات الغربيةللنص، فهي كثيرة؛ فمن التعريفات ذات الاتجاه البنيوي أنَّ النص عبارة عن "بناءلمعنى مأخوذ من معجم ليس لمفرداته معان خارج البناء الذي يضمها[33]، ويعرِّفُ الباحث السيمولوجيالروسي يوري لوتمان (النص) انطلاقاً من ثلاثة معايير هي: أوَّلها التعبير، حيث يتممن خلال علامات اللغة الطبيعية، وثانيها التحديد،وثالثها الخاصة البنيوية[34].
وقد وضّحت جوليا كريستيفا مفهوم النص توضيحاً أكثر بقولها: "النص جهاز يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الإخبار المباشر وبين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه، والمتزامنة معه، فالنص إذن إنتاجية، وهو ما يعنيأنَّ علاقته باللسان الذي يتموقع داخله هي علاقة إعادة توزيع"[35].
والمتأمل للمشهد الثقافي الافتراضي على شبكة الإنترنت، لابد أنَّ يسجلالتحولات الفارقة في مصير الكتابة العربية، وهي تحولات لا تمس جوهر المكتوب ولكنتمسُّ جسده وصيرورته، من خلال الانتقالات التي حدثت على مستوى زمكانية الكتابة، وأيضافي المعنى الجديد الذي أصبح يرتبط بمفهوم الكاتب المعاصر، وهو على الأرجح معنى لميتشكل نهائيا ولكنَّه قيد التشكل.
فما تزال كتابة (النص) في ثقافتنا العربية محدودة جدا بل أشبه بالمنعدمة، ودونها الكثير من القيود التي ما تزال تقلِّل من أهمية الانتقال إليها في الوعي والممارسة، فالنص ليس فقط تعبيرا عن نزوة أو رغبة ذاتية، ولكنَّه نتاج صيرورة من التطور في فهم النص والوعي به وممارسته، والانتقال إلى النص الإلكتروني ونظيره النص المترابط ما كان ليتحقق لولا الإنجازات التي تحققت في الحقبة البنيوية سواء على الصعيد النظري أو التطبيقي[36].

من النص الأدبي إلى النص الإلكتروني.

يمكن تسجيل التحولات التي أصابت مصير الكتابة، فخلال عشرية واحدة فقط، تحولت خرائط الإبداع العربي، وخرج الكثير من الكتَّاب من مسكنهم القديم في البيت الورقي إلى محيطات أوسع، وكان الأقرب إلى المتناول البيت العنكبوتي الذي توفِّره الشبكة لمن يشاء، وانتقل النص الورقي بسلطات متعددة، منها على وجه التحديد سلطة الناشر والرقيب والمؤسسة الثقافية، وأخرى ذات امتدادات قانونية وسيادية[37]، ذلك أنَّ الدول العربية أكثر تشدُّدا فيما يتعلق بحركة الكتاب العربي، وأكثر حساسية وقلقا، فهناك خوف من إطلاق العنان للكتب لكي تجول العالم العربي، ومردّ ذلك إلى توجسات سابقة هي من صميم التجربة التاريخية التي عرفت انقسام العالم إلى معسكرين رأسمالي واشتراكي[38].
والكتابة ليست الطريق الوحيد لإنتاج النصوص المكتوبة، ولكن هناك تقنيات تحويل الخطاب المنطوق إلى نصوص مكتوبة، كما ظهرت تقنيات تحويل النصوص المكتوبة إلى خطاب منطوق، وهنا يتوقع الباحث نهاية نشاط الكتابة، وأيضا نشاط القراءة، وتعدُّ السرعة من مزايا تقنيات تحويل الخطاب المنطوق إلى نص له فائدة واضحة، حيث إنَّ هذه الطريقة أسرع بكثير من الكتابة اليدوية أو حتى الطباعة التي هي أبطأ من الخطاب المنطوق، ولكن في الوقت نفسه فإنَّ الكتابة باليد تسمح للكاتب بالتعبير عن الفكرة بطريقة غنية وأكثر سيطرة مقارنةً بالخطاب المنطوق، فالكاتب يمكن أن يكتب ويصحِّح ويعيد الكتابة، وفي النهاية ينتج نصا خاليا من الترددات وحيرة تصليحات الكلام الشفهي، وعليه يمكن إعلان اقتراب انتهاء عصر القراءة والكتابة، وإمكانية الدخول إلى المعلومات المخزونة بشكل شفهي وسماعي، حيث الحاسبات الناطقة التي تمكننا من استبدال كل اللغة المنطوقة باللغة المكتوبة، ومن ثم سنكون قادرين على تخزين واسترجاع المعلومات ببساطة من خلال النطق والاستماع، والنظر إلى الرسومات، وليس في النصوص، وإذا أثبتت تقنيات تحويل الخطاب المنطوق إلى نص مكتوب بفعاليته ومناسبته[39]، فقد ينتهي ذلك بالمثقفين إلى ترك نشاط الكتابة جملة بدون أن يقرروا عمل ذلك، أو حتى يلاحظوا أنَّهم فعلوا ذلك، أمَّا تحويل النص إلى خطاب منطوق، ففكرته تقوم على أنَّ أحد الأشخاص عنده نص مكتوب يُقرأ له، بدلا من أن يقرأه بنفسه كما هو الحال مع بعض الناس الأغنياء أو أصحاب السلطة الذين يستعملون السكرتيرات لكي يملين عليهن ولا يكتبون بأنفسهم، وإذا كان عندهم نصوص تقرأ لهم من قبل قرَّاء مستأجرين أو كما نرى مع العُميان، أو من خلال عرضها على الشاشة لتقرأ آليا، وهو موجود حاليا من خلال بعض المواقع، وبعض الأقراص المدمجة الناطقة.
وفي هذا الإطار ستجد الثقافة التقليدية القائمة على المنع والحجب وسدِّ الأبواب نفسها في الهامش، أو في موقع المتفرج، فاليوم لم يعد بإمكان هيئة ثقافية رسمية أو مدنية سدَّ الباب في وجه الأجيال الجديدة من الكتَّاب والمبدعين والفنانين[40]، لقد سمحت الإنترنت ببناء جماعات أدبية وتجمعات للكتاب وبرلمانات واتحادات عالمية وعربية أدبية تنشط بطريقتها، وهي طريقة مبتكرة وناجعة من حيث القوة التداولية للأفكار والمشاريع وسرعة تبادل المعلومات والتنسيق على أكبر مستوى[41]، والتواصل اليومي عبر الوسائل الإلكترونية، ومنها المجلات والمواقع والمدونات، ومواقع الدردشة وبنوك المعلومات، وكلَّها وسائل حديثة تتيح للجميع الانخراط في صلب المشهد الثقافي من دون رقابة، ومن دون الحاجة إلى صكوك من هيئة أو من اتحاد[42].
وقد قاد المدوَّنون العرب حملة كبيرة من مختلف أنحاء العالم العربي، وهم وإن كانوا يحتاجون إلى التنظيم والمعرفة التقنية، فإنَّهم مع ذلك قد أسهموا في تأسيس البدايات التواصلية الأولى، لقد كسَّروا الرهبة التكنولوجية وأذابوا الفارق بينهم وبين التجارب الأخرى في البلاد الأوروبية[43]، ذلك أنَّ من حسنات الزمن التكنولوجي أنَّه زمن غير سلفي أو نكوصي، أي لا يدعوك إلى العودة إلى البدايات ثم التدرج في المعرفة، بل يقلص الزمن ويدعوك إلى الانخراط فيه من النقطة التي يوجد فيها، إنَّه بعبارة أخرى مثل "النهر الذي يجري إلى الأمام، حاصدا تراكماته ودافعا بالجميع إلى المستقبل"[44]، وبذلك يفلح الزمن التكنولوجي في أن يكون زمنا عولميا ومعولما في الآن نفسه، لقد انتقل الكاتب العربي من الورق والحبر دون أن يقف طويلا كي يتساءل عن الأضرار الجانبية التي يمكن أن تلحقه جراء هذا الانخراط الكلي والمفاجئ، لقد كانت القيمة المضافة بينة في شكل المكتسبات اليومية التي حققها هذا الكاتب في الجوانب التواصلية، ومن حيث الانتشار والتعرف إلى التجارب القريبة في الوطن الواحد أو تلك الموجودة في الخرائط العربية الأخرى[45].

الأدب التفاعلي والحاسوب.

من المؤكد تماما أن الكاتب الإلكتروني، لم يضع في مخيلته ماذا سيجري له من قبل الكاتب الورقي أو الكتاب الورقي، ببساطة لأنه هو نفسه لم ينفصل عن الحلم في أن يكون ضمن دائرة الكتاب الورقيين ليس كمطلب آني، ولكن كتحقق في المستقبل، قد لا يحالفه النجاح كما حال الكثير من الكتَّاب، والمبدعين الذين مرُّوا دون أن يتركوا أثرا ورقيا باستثناء المواقع الافتراضية التي كانوا مشاركين فيها أو قائمين عليها.
وما أود التأكيد عليه، هو أنَّ عملية التفاعل هي جزء أصيل في ثنائية (الكتابة/ القراءة)، وهي وثيقة الصلة بها، ولم يستحدثها الكمبيوتر أو الإنترنت كوسيط حديث يمتلك إمكانيات مذهلة، بل هو فتح المجال لتحوُّلها (أي صفة التفاعل) إلى أشكال حديثة، ولا نبالغ إن قلنا: إنَّ العملية التفاعلية مرَّت بمنحنى طبيعي على محور علاقتها مع الوسيط، فقد كانت خلال مرحلة الثقافة الشفاهية أكثر نشاطاً وأثراً، حيث كان كل (مستمع/ متلق) قادر على إعادة تخليق النص الأصيل بتصرف، ليتحوَّل النص إلى نص أصيل بالنسبة إلى متلقيه الجديد الذي يبدع بدوره نصاً أصيلاً وهكذا دون أن يتمكن أحد من كسر حلقة هذا التفاعل، ولعلَّ ما نعرفه الآن بتعدد الروايات في النصوص التراثية أكبر دليل على ذلك، ومع التحوَّل إلى مرحلة الكتابية، تبدَّل الوسيط، وساهم انتشار الورق في الحد من هذه الظاهرة، حيث أصبح النص المكتوب مرجعية تتراجع أمامها النصوص الأخرى إلى مساحات ظليلة في انتظار من يعيد تسليط الضوء عليها، أو تمحى تماماً من الذاكرة مع مرور الزمن[46]، وبظهور الكمبيوتر والإنترنت دخلت التفاعلية مرحلة جديدة مستفيدة من الإمكانيات الضخمة، مضيفة إلى ملامح وجودها في المرحلة الشفاهية قدرات جبارة على حكي النص لآلاف من المتلقين بدلاً من أفراد أو عشرات أو حتى مئات، وبالتالي أصبح لدى النص فرصة لأن يدور داخل حلقة تفاعل شبيهة بتلك التي كانت موجودة في مرحلة الشفاهية، ولكن بقدرات مذهلة يحقِّقها الوسيط الرقمي، ويزيد من أهميتها الاتصال بالإنترنت، إضافة إلى ذلك فقد أسهمت مرحلة الكمبيوتر والإنترنت في توفير عنصر القصدية أو التعمد، حيث يتيح الوسيط ذلك، ولم يعد الأمر متروكاً للصدفة أو لخيال المستمع، وهو أمر ساهم بدوره في تسليط الانتباه على هذا النوع من النشاطات وانطلاق ما يسمى بالأدب التفاعلي لوصف هذا النمط من أنماط الكتابة، ونشوء دراسات تهتم به وتنظّر له.
وفق هذا المفهوم نرى أنَّ المحاولات التي اجتهدت في تقديم تعريف للأدب التفاعلي مع حصره في علاقته بالـ (حاسوب) فشلت في تقديم تعريف موضوعي لهذا النوع من الأدب، وكان الأولى أن تقوم بالتعريف به دون ربطه  بأداة بعينها، مع الإشارة إلى أنَّ تطور خصائص الوسيط يؤدي دوراً مهماً في التكريس لهذا النوع أو ذيوعه وانتشاره بشكل يسمح له بالتأثير في النسق العام.
ورغم أنَّ الباحث سعيد يقطين قد انتبه إلى تلك النقطة في كتابه (من النص إلى النص المترابط: (مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي) إلا أنَّه انتباه جاء متأخراً على مستوى صياغة التعريف حيث يرى أنَّ الإبداع التفاعلي هو "مجموع الإبداعات - والأدب من أبرزها- التي تولَّدت مع توظيف الحاسوب، ولم تكن موجودة من قبل، أو تطورت من أشكال قديمة ولكنَّها اتخذت مع الحاسوب صوراً جديدة في النتاج والتلقي"[47]
وتعترف الباحثة فاطمة البريكي بأنَّ "كل أدب تفاعلي في جوهره، إذ لا يكتسب النص الأدبي وجوده إلا بتفاعل المتلقي/المستخدم معه"[48] إلا أنَّها تعود لتؤكد أنَّ"هذه الصفة كانت موجودة بالإدراك، ولم ينص عليها أو تصبح صفة ملازمة للنص الأدبي إلا بانتقاله من طوره الورقي التقليدي إلى طوره الإلكتروني الجديد"[49]
ومع تقديرينا لإضافة البريكي، التي نراها ضرورية، وقد أوضحتها في معرض تأصيلها لمصطلح التفاعلية، إلا إننا نعتقد أنَّ الأمر ما زال في حاجة لبعض الإيضاح لفكِّ الالتباس الذي أحدثته الدراسات العربية - على قلتها - حين قرنت بين نشأة الأدب التفاعلي والكمبيوتر تحديداً كوسيط، وهو أمر غير صحيح لأنَّ التفاعل صفة ملازمة للأدب منذ نشأته، وأنَّ متابعة منحنى تطورها يفيد بأنَّها تتأثر بشدة بطبيعة الوسيط، حيث تركت أثراً جيداً في مرحلة الشفاهية، لأنَّ الوسيط كان الذاكرة التي تشبه اليوم الكمبيوتر مع فارق الإمكانيات، ثم تراجعت في المرحلة الورقية، ولأن الوسيط كذلك ثابت ولا يمكن التعامل معه، فقط يمكن إنجاز كتابة على كتابة وهو أمر شهدته المكتبة العربية، ثم عادت الظاهرة لتتجلى بشدة مع توفر وسيط مناسب وهو الكمبيوتر والإنترنت.
فالتفاعلية إذن - كصفة-  ليست حكراً على الأدب الإلكتروني، وإن كان الشكل الجديد من الأدب التفاعلي بما اكتسب من أبعاد مدين للكمبيوتر، والإنترنت كوسيط أسهم في تعزيز وجوده، وتعدد أشكاله، وأنواعه، وتسليط ضوء الدراسة والبحث عليه، والاهتمام بالتنظير له ومتابعته نقدياً، وهو أمر من شأنه أن يسهم إسهاماً بالغ الأثر في تطور الأدب.




[1] ـ وهو ما لم ينعدم في التاريخ. مثال تعرض آلاف أوراق البردي بمكتبة الإسكندرية للإتلاف، إغراق ملايين الكتب العربية والإسلامية جراء غزو التتر والمغول لبغداد عام 656ه.
[2] ـ ظهرت بأشكال مختلفة في خمس أو ست معاقل للحضارة على الأقل كانت قد تمكنت في الزراعة منذ زمن طويل وتعرف تطورا حضريا كبيرا: في مصر حوالي 3400 ق.م... وغيرها كثير.
[3] - pierre lévy, Essaisurla cuberculture : L’univers Sans la Totalité
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/cybercvlture/cyberculture.hrml
[4] - Rogerchartier, « ducodex à l’écran : lestrajectoires de l’écrit » Insolaris, n°1,
Presses : universitaire de rommes //http://biblio-fr.info.unicaen.fr/jelec/solaris/d01
[5] - laurent jenny. //http://www.unige.ch/lettres/framo/enseignement/methodes/hlectvre/hlintegr.html*hlo12100
[6] ـ الوراقة وأشهر أعلام الوراقين، دراسة في النقل القديم ونشر المعلومات، علي بن إبراهيم النملة، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية، ط1، الرياض، 1995.
[7] ـ نقلا عن الموقع الإلكتروني" http : SHABAK. YAHOOBOARD. NET/ t306- topic/
[8] - Rogerchartier, « ducodex à l’écran : lestrajectoires de l’écrit » سابق (4)
[9] - pierre lévy, Essaisurla cuberculture : L’univers Sans la Totalité سابق (3) 
[10] - L’adoeu à Gutenberg: enjeux et défisclyurel du 21ème siècle, colle que international
http:// www.culture.gouv.fr/culture/actuaites/célèbnations2000/gutenberg.html
[11] - الرأي (Dickrass) مسؤول قطاع النشر بشركة ميكروسوفت http//www.cmdp.fr/archivage/valid/14336-2425-2553-pdf
[12] ـ الثقافة والمثقف في ظل الثورة الرقمية" ندوة الثقافة في خدمة تقارب الشعوب، محمد أسليم، فرع تمارة لاتحاد كتاب المغرب، يوم 4 نونبر 2011.
[13] ـ  Jean-paul Baquiast, leparadexe dusapiens. 2tres tecgnologique et catastrophes annoncées. Les editions Jean Paul Bayol, 2010
[15] - pierre lévy, Essaisurla cuberculture : L’univers Sans la Totalité سابق الموقع السابق 
[16] Jean brun, L’homme et le langage, la poésie à l’ére : de la diffusionélectromique.
[17] ـ السيميائية الأدبية، ميشيل أريفيه، ترجمة رشيد مالك ضمن كتاب (السيميائية أصولها وقواعدها)، منشورات الاختلاف، الجزائر 2002م، ص96.
[18] ـ الفضائيات الوافدة واحتمالات تأثيرها السياسي في الوطن العربي، هادي نعمان الهبتي، مجلة آفاق غربية، تشرين الثاني/ كانون الأول، السنة الحادية والعشرين 1996م، ص89.
[19] ـ العرب والعولمة، أسامة أمين الخولي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت (د.ت)، ص63.
§: العولمة والطريق الثالث، السيد ياسين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1999، ص6.
[20] - المتلاعبون بالعقول، هربرت شيللر، ترجمة عبد السلام رضوان، المجلس الوطني للثقافة، الكويت 1986م، ص95.
[21]  - العولمة والطريق الثالث، السيد ياسين، مرجع سابق، ص45.
[22]  - نفسه، ص15.
[23]  - سيار الجميل، تعقيب في ندوة العرب والعولمة، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 1998، ص29.
[24]  - حديث النهايات (فتوحات العولمة ومأزق الهوية)، يحيى حرب، المركز الثقافي العربي بيروت 2000 ص29.
[25]  - سوسيولوجيا الثقافة (المفاهيم والإشكاليات... من الحداثة إلى العولمة) عبد الغني عماد، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، بيروت 2006 ص 287.
[26]  - الاتصال الإنساني ودوره في التفاعل الاجتماعي إبراهيم أبو عرقوب، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان 1993، ص89.
[27]  - الأسس العلمية النظرية الإعلام، جيهان أحمد رشتي، دار الفكر العربي، القاهرة 1975، ص76.
[28]  - نفسه ص 89
[29]  - المعلوماتية الامريكية موارد قوة المستقبل، جوزيف أس. ناي ووليام أي واينز، ترجمة شامل سرسم
[30]  - لسان العرب، ابن منظور، دار صادر بيروت، للطباعة والنشر، (د.ت)، مادة (نصص)
[31]  - المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى وآخرون، دار الدعوة، استنبول 1980م، ص926.
[32]  - في أصول الحوار وتجديد علم الكلام، طه عبد الرحمان، المركز الثقافي العربي، ط2، بيروت – الدار البيضاء 2000ص35.
[33]  - المرايا المحدبة، عبد العزيز حمودة، سلسلة عالم المعرفة 232،  الكويت، ذو الحجة 1418ه/ أبريل – نيسان 1998م، ص 160.
[34]  - عالم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، صلاح فضل، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، (د.ت)، ص 233.
[35]  - علم النص، جوليا كريستيفا، ترجمة فريد الزاهي، دار توبقال، ط1، الدار البيضاء، 1991م، ص21.
[36]  - من النص إلى النص المترابط، سعيد يقطين، المركز الثقافي العربي، ط1، لبنان والمغرب العربي 2005م، ص 146-147.
[37]  - قنوات السلطة أو تأثير التلفزيون في السياسة الأمريكية، أوستي راني، ترجمة موسى جعفر، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986م، ص116.
[38]  - سوسيولوجيا الثقافة، عبد الغني عماد، مرجع سابق، ص 284
[39]  - الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، خليل أبو الأصبع، مرجع سابق، ص. 145
[40]  - الأسس العلمية لنظرية الإعلام، جيهان أحمد رشتي، مرجع ساق، ص 128
[41]  - سوسيولوجيا الثقافة، عبد الغني عماد، مرجع سابق، ص 289.
[42]  - نفسه، ص 291
[43]  - تكنولوجيا الاتصال إنتاج البرامج في الراديو والتلفزيون، عبد المجيد شكري، دار الفكر العربي 1996م، ط1، ص86
[44]  - المتلاعبون بالعقول، هربرت شيالر، مرجع سابق، ص 115
[45]  - الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، صالح خليل أبو الأصبع، مرجع سابق، ص25.
[46]  - من النص إلى النص المترابط، سعيد يقطين، مرجع سابق، ص16.
[47]  - نفسه، ص50
[48]  - فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي، بيروت الدار البيضاء، ط1، 2006، ص50.
[49]  - نفسه، ص50.

النص الرقمي الإبداعي على الشبكة العنكبوتية
تقييمات المشاركة : النص الرقمي الإبداعي على الشبكة العنكبوتية 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

الكود الاول الكود الثاني